ثلج
عندما تحولت قطرات المطر إلى رقائق منهوشة من بلورات منثورة في الهواء، رفعت وجهي عاليًا لأجد رقائق بيضاء تتساقط على وجهي بنعومة وكأنها أنامل رضيع يلتمس ملامحي. ثم جثوت على ركبتي واغترفت من السقيط فشعرت وكأنه رمل أزهر تذوب حبيباته بين أصابعي. وقفت مرة أخرى لأتأمل الأفق، رأيت فتاتًا كالعهن متماسك بعضه مع البعض مكونًا نسيجًا ناعمًا كاسيًا أعلى الأشجار وغاشيًا حضيض الحجارة، ساترًا الحياة بحلية صافية ونقية حاجبًا مرارتها وألمها. رغم برودته، فهو يعطي قلبي الشعور بالدفء والسلام، وكأنني أسير بين المزن والسحاب.