يدا جدتي
عندما أجلس عند جدتي لأتأمل ملامح وجهها ولأتحسس تفاصيل يديها اللتي تملؤهما النمش والتجاعيد تقول لي بأن بأيام الزهور لم يكن لديها أيًا من هذا النمش. تخجل من أثر العمر وتخبيه وكأنه عار. زهاء الورود جميل، ولكنها لا تدرك بأن للشجر العتيق وقاره وجلاله. ثم أقلب يديها لأرى كفيها وألاحظ أوتار أصابعها المشدودة وكأنها متيبسة. فعلًا، فأعصاب يديها مشدودةً تمنعها من أغلاقها بسهولة. يدي جدتي دائمة البسط. فهي لا تكف عن إعطاء الخير. رغم صعوبة حركتها؛ ولكن لن توقفها الحياة وما فيها من أن تدللنا بحنانها وبطبخها. طبخها الذي يمكنك أن تتذوق به حبها وأن تتذوق الطرق التي سلكتها في حياة الفلاحة وفي الحروب والمخامص اللاتي دفعتاها لتقدير كل فتيتة من خبز. يدي جدتي دائمة البسط. فهي لا تكف عن الدعاء لنا. أظنها تدعو لنا أكثر مما ندعو لأنفسنا.